مدونة

أنت تملك القوة بداخلك ( الجزء السابع)

forgiveness2
The Power With In You

أنت تملك القوة بداخلك ( الجزء السابع)

وتستمر المقاومة ، فلا بد إذن من إسلوب آخر :

 الحقيقة لم تستمر سعادتي مع تلك الإيحاءات الجميلة التي كنت أوحيها لنفسي صباحا ومساء ، من قبيل أنا سعيدة وأنا قوية و… الخ . حتى بعد أن حققت نجاحات كبيرة وتمكنت من أن أنال ثقافة سيكولوجية عالية وصارت لدي قدرات طيبة في السيطرة على عقلي . وجدتني مجددا أسقط في ذات الفخ الذي كنت فيه سابقا ، فخ السلبية والتردد والإضطراب الداخلي واليأس والهزيمة …. ! يا إلهي ماذا أفعل ؟ لا أريد أن أعود إلى ذات الحال من الفشل والتعثر الذي كنت عليه … لا أريد … يجب أن أنتصر … !

ذهبت إلى بعض الأصدقاء من السيكولوجيين الذين كان لهم الفضل في إيقاظ عناصر القوة في داخلي ، هتفت بهم … إنني أنكسر … أعود إلى ذات القفص الكريه الذي كنت فيه قبل بضع سنوات . أجابني أحدهم بكل ثقة ، ” هل سامحتي أبويك ونفسك وهذا الطفل الذي في داخلكِ ؟ ” – ماذا ؟ هذا الطفل الذي في داخلي ؟ – نعم … ” لويزا ” الصغيرة التي كنتيها يوما والتي لا زالت تعيش فيكِ بلا شكِ وهي تشعر أنكِ لم توليها أي إهتمام وأنشغلتي عنها بإيحاءات القوة والثقة … ثم أبويكِ … هل سامحتيهم عن هذا الذي فعلوه معكِ ؟ … أنا متأكد إنك لم تفعلي ذلك لحد الآن بشكل متقن … صحيح إنكِ عالجتي أنماط تفكيركِ السلبي وتخلصتي منها ، لكنكِ لم تتخلصي من جذورها الكامنة في الماضي …. عليكِ أن تعودي إلى الماضي وتنظري له بعين رحيمة وتسامحي كل هؤلاء الذين أساءوا لكِ وتغفري لهم أخطائهم وتتفهمي إشكاليات حياتهم ولماذا فعلوا كل هذا الشر أو السوء معكِ .

” وعدت إلى بيتي وإلى أوراقي وصوري وكتبي ، بحثت عن جذور أسرتي وظروفهم ، قمت مجددا بزيارة بعض من تبقى من أقاربي وكونت صورة جديدة لم أكن أعرفها عن ظروف أبي وأمي وتربيتهما ولماذا فعلا معي هذا الذي فعلاه ولماذا إنفصلا عن بعضهما ، ولماذا كان زوج أمي قاسيا معي وما هي ظروفه التربوية في الطفولة … جمعت أقصى قدر ممكن من المعلومات وناقشتها مع نفسي وشعرت بأني كنت مخطئة في قسوتي على هؤلاء ، لقد كانت ظروفهم ذاتها قاسية ، لم يكونوا أصحاء بالكامل ولا كانوا سعداء ، وبالتالي فمن الطبيعي أن لا يستطيعوا منحي السعادة والثقة ، فالإنسان لا يستطيع أن يعطي ما لا يملك .

شعرت بأني يجب أن أسامحهم جميعا وأعفو عنهم لكي ما أتركهم بسلام في حياتهم في عالمهم الآخر أو في شيخوخة من لا زال حيا منهم في مصحة للعجزة . وعدت إلى هذه الطفلة الصغيرة التي لم أنتبه لها جيدا ، ” لويزا ” الصغيرة التي لا زالت حية في داخلي وتوهمتها قد كبرت ونضجت . وجدت أنها لا زالت موجودة ولا زالت تعاني من عدم ثقتي بها وعدم حبي لها ، عدت إليها ، جلست الساعات الطويلة لوحدي مع نفسي وبدأت أقلب صور طفولتي القديمة ، أتلمس أثوابي العتيقة ، أحدث هذه الطفلة فيّ بحب وإهتمام ، وأنشغلت أيام عديدة بإيحاءات جديدة موجهة إلى لويزا الصغيرة ، من قبيل … أنا أحبكِ يا صغيرتي … أنت رائعة … أنظري إلى أين وصلتي وكيف نجحتي … أنا بدونكِ لا شيء يا صغيرتي … ستبقين حية فيّ وسنلعب معا وستكون سعيدة … أنا أحترمكِ يا صغيرتي … أنتِ لم ترتكبي أي أخطاء كبيرة … أنتِ ذكية وجميلة ورائعة وناجحة … أنا أحبكِ وأحترمكِ وستعيشين فيّ إلى الأبد … !

وشفيت مجددا من الخوف والتردد والضعف الذي إنتابني … شفيت إلى الأبد وتعزز نجاحي . هذه التجربة الصغيرة عزيزي القاريء ، أستعرضتها أمامك من حياتي الشخصية لأبين لك أن الطريق ليس معبد دائما وأننا لا يمكن أن ننجح في إستخراج القوة التي في داخلنا بمجرد أن نؤمن بها ونثق بها ونعبد لها الطريق … لقد عمدت في الفصل الأول إلى أن أضع أمامك الأساس العام الذي يجب أن تنتهجه لإستخراج الدرر الدفينة في روحك ، وعندما تأكد لي أن الطريق لم يكن سهلا معي ولا معك عدت في هذا الفصل لأتعمق أكثر في داخل روحي وأظنك ستفعل ذات الأمر إذا ما وجدت أن الإيمان بقوة الداخل وبالعقل الكوني لا يكفي لوحده للوصول إلى منابع الثروة الداخلية .

 أعود لأؤكد أنه حيث تصادفك معوقات قوية جدا لا تجيز لك أن تغير نمط تفكيرك السلبي فإذن هناك قوة في الداخل تعمل ضدك ، هذه القوة هي قوة العادة أو قوة الماضي أو ذكريات عميقة في داخلك لا تريد لك أن تنتصر إلا بأن تنتبه لها وتعالجها بالحب والرحمة والمغفرة . سامح نفسك ، وسامح اولئك الذين أساءوا لك ، عندها يمكنك أن تمتلك الشجاعة والقوة للتقدم بإتجاهات جديدة لم تكن واردة في مخيلتك سابقا .

تعليقات (11)

  1. علمني من ألمني
    هذا ما عشته سبحان الله من بعد ألم فظيع انفتحت لي أبواب ما كنت أتخيلها من السعادة والعلم والنجاح عما عرفت كيف أتعامل مع التجربة القاسية اللي مررت بها وما كنت راح اعرف شلون  أتعامل معها لو ما تعرضت لهذه التجربة القاسية فشكرا من كل قلبي لمن ألمني على كل ما انا فيه حاليا واللي صار بسبب الألم وشكرا لك حصة على الموضوع الرشائع وشكرا للويزا الرائعه
    والشكر قبل كل أحد لله سبحانه وتعالى الللي سخر لي من علمني في هذي الدنيا أشياء ما كنت راح أتعلمها لو لا فضله ورحمته سبحانه وتعالى

  2. مسامحة الناس شيئ رائع حث عليه دينناعندما ذكر الرسول عليه الصلاة والسلام يدخل عليكم رجل من اهل الجنه…… الحديث فكان هذا الرجل لايبات الاو قد عفا عن الناس

  3. ام محمد

    واااااااااااااو الكلام عجييييييييب

  4. salwa Alasfar

    كلام رائع  جدااا

  5. User Avatar

    الف شكر للمترجم وللأستاذة حصة أنا في أحسن حال

    وفي تحسن دائم بفضل الله وبفضل الموجودين في هذا الموقع

    الجمدلله

                                                 عبدالله خالد                                                                          

  6. meliane leila

    thank you hessa you are so great person i wish you so happy and very nice time my seweet hessa

  7. محمد

    أنا أشكرهم من كل أعماقي فلولا أذاهم ما عرفت
    لهذا النبع مكانا …
    تحيتي لكل من تخط أنامله
    عبارة تزيل الغبار عن ذواتنا…
    و توقظ بداخلنا هذا العملاق…
    شكرا جزيلا

  8. moona

    موضوع جميل جدا لامس شغاف قلبي
    هذا ما احتاجه الآن قعلا .. شكرا لك من كل قلبي ..

  9. ghada

    شكرا حصة بارك الله لك يوجد كتاب ايضا لدكتور واين داير سوف تراه عندما تؤمن به مماثل لحد كبير ويوضح نفس المغزى من مسامحة الماضي والنفس والاخرين و الوالدين

  10. رائـــــــــــــــــــــــع. جزاكم الله خيرا.

  11. العنود

    جا فوقته الموضوع .!!
    تقريباً نفس حالتي اللي امر فيها الحين ,,
    راح نحاول نضبط امورنا
    مشكوره (=

اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *