مدونة

أنت تملك القوة بداخلك – الجزء العاشر – تحدث مع نفسك بطريقة جديدة

lover
The Power With In You

أنت تملك القوة بداخلك – الجزء العاشر – تحدث مع نفسك بطريقة جديدة

لو تتذكر عزيزي القاريء أيام طفولتك الأولى وكيف أنك سواء في المدرسة أو في البيت كنت تتلقى أوامر من قبيل : أكتب هذه الجملة أو إقرأ هذه الصفحة أو رتب فراشك بنفسك أو أجلب لي ماء أو أفتح الباب … الخ . كنت تتلقى مقابل هذه الممارسات الصغيرة التي تقوم بها ، تتلقى إذا ما نجحت في إدائها إطراء من الأب أو المعلم أو الأم أو حتى جارك ، أو بالعكس تتلقى التوبيخ إذا ما فشلت .

هنا إرتبط في أذهاننا أن حب الآخرين أو كراهيتهم ، نقمتهم أو إطرائهم هو غالبا يرتبط بما نفعل لا بشخصيتنا الحقيقية . إنه حب مشروط أو كراهية مشروطة لا علاقة له بجوهرنا أو روحنا الحقيقية أو القيمة الحقيقية الإستراتيجية لوجودنا بين أهلينا أو في المدرسة .
إذن فهي عواطف ذات نفس قصير وطابع وقتي .


هذا السلوك من قبل الآخرين وهذا النمط من العواطف إستنبت في داخلنا شعور عميق بإننا لا قيمة لنا إلا ضمن تلك الضوابط أو تلك الممارسات ، بغيرها فنحن لا شيء ووجودنا عبثي إن لم ننجح في أن نعكس الصورة التي أريد منا أن نتمظهر بها حتى لو إنها مغايرة لما نريده من أنفسنا أو ما نحسه في داخلنا من هوية خاصة يجب أن ترى النور .
حين نكبر وبدون أن نشعر نقيم أنفسنا بذات المقاييس التي خطها آبائنا أو معلمينا ونتوقع أو نريد من أنفسنا أن نكون ذات الصورة وهنا نصاب بالتناقض الحاد والخيبة كلما فشلنا في أن ننجح في إعادة رسم ذات الصورة . بذات الطريقة فإن نمط حديثنا مع أنفسنا يأتي بذات لغة الأبوين أو المعلمين حتى دون أن نشعر بذك غالبا .

إننا دون ما وعي منا ، نعيد إستنساخ تجارب الآخرين الذين كانوا ينظرون لنا بأقل قدر من الحب وبأكثر قدر من الأوامر والتوجيهات التي يمكن في تصورهم أن تبنينا على ذات النمط الذي يريده المجتمع . حين نحاول أن نقاوم هذا الإتجاه نعاني بقسوة وحين نريد أن نتحرر من هذا الشكل السابق رسمه ونفشل تجدنا نعود فنلوم أبوينا ومعلمينا .

ولن نصل بمثل هذا إلى أي نتيجة في واقع الحال ، فقط سنظل حبيسي ذات الفخ القديم ، فاللوم والتثريب لن يجدي شيئا وعلينا أن نعود لقراءة نمط تفكير أهلينا ومستوى وعيهم ونقول لأنفسنا مساكين ، لقد كانوا يتصرون إنهم على حق ، إنما يجب أن نحافظ على الإيجابي في أقوالهم ونتخلص من السلبي ونتحرر من نمط تقييم أنفسنا على أساس ما نحقق من نجاحات أو على أساس ما يصيبنا من فشل . يجب أن نؤمن عزيزي القاريء أننا كبرنا على الدرس وأننا يجب أن نحب أنفسنا بغض النظر عن النجاح أو الفشل ، يجب أن نتحرر من هذا التقييم الظالم لأن الفشل ليس معناه نهاية الحياة وإننا بالنقد واللوم لن نستطيع أن نخرج من حقل الذات أجمل ما فيه من زهور وثمار ، بل من خلال الرحمة مع الذات والحب لها يمكن أن ننجح ونخلق الحياة التي نحلم بها ونريدها .

إنتبه لهذا الذي تقوله لنفسك ، إصغي بعناية . إن شعرت أنك تقول لنفسك قولا سلبيا ، سارع إلى إستبداله بقول إيجابي ، إن سمعت قصة أو حكاية سلبية حاول في الحال أن تتحرر منها بدلا من أن تنقلها لآخرين لتنشر دون إرادة منك حالة السلب التي قد تعود إليك لاحقا بما هو أسوأ ، أما إذا ما سمعت قولا أو حكاية إيجابية فمثل هذه من الضروري أن تسعد بها الآخرين لأنها قطعا ستعود عليك مزيدا من الحب والإحترام والأرتياح لحضورك مع اولئك الذين لا يسمعون منك إلا كل خير .

تعليقات (4)

  1. يارب ما نرتكب جرائم بحق ابنائنا كما فعل ابائنا, اما المجتمع فما زال كما هو اذا مو اسوء

  2. يا سلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام عليك يا حصة ربي يجزاك كل خير

  3. امانى عبد اللطيف

    اكثر من رائعة

  4. عبدالله خالد

    شكرا جزيييييييييلا

    الله ينور حياتك

اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *