مدونة

أنت تملك القوة بداخلك – الجزء 12– قوة العقل الباطن

listen
The Power With In You

أنت تملك القوة بداخلك – الجزء 12– قوة العقل الباطن

كيف يكون التواصل مع الآخرين عميقا :
_________________________

حين قررت مع نفسي أن أكف عن ترديد الأحاديث السلبية والحكايات المتشائمة والأخبار المثيرة السخيفة ، شعرت أني لا أملك ما أقوله لأصدقائي … حقيقة كان موقفا صعبا في البداية ، كيف لي أن أقنعهم أنني أريد أن أتحرر من الأحاديث السلبية لأنها تحمل شحنات طاقة سالبة تفسد مزاجي وتعكر ليلي ونهاري ، ثم قوة العادة والتكرار لعشرات السنين لم يكن من السهل الإنتصار عليها بسرعة .
لاحظ أصدقائي إرتباكي وحسبوا أني متعبة ، لكني في الواقع كنت مضطربة ، المهم … مع الإصرار على هذا النهج الجديد أمكن لي أن أتحرر بالكامل وبذات الوقت لاحظت أني أصبحت أكثر إبهاجا لأصدقائي ومعارفي ، كيف ؟ عوضا عن الكلام ، صرت أصغي بعناية ، إنتصرت على الرغبة في الكلام بالكامل فأمكن لي أن أعوض ذلك بالإصغاء الجيد ، بالنتيجة أصبحت أكثر فهما للآخرين وأكثر قدرة على التعرف على أنماط تفكيرهم وما يعانون منه وما يتعبهم وصرت أقدر على أن أنفعهم من حيث قدرتي على طرح الحلول أو الإقتراحات الأنسب والأكثر وضوحا .
أنظر كيف أن خلق عادات جديدة يحمل معه دائما متغيرات مفيدة لنا وللآخرين .

بدلا من أن نثرثر في أمور سلبية تفسد أيامنا وليالينا ما أجدرنا بأن نتحدث عن الإيحابيات فقط ونتبادل النصح والمشورة ونستمتع بالأشياء الحلوة فقط في الحياة ، وبالنتيجة يزداد الخير في حياتنا .
لا أكتمك ، هناك أناس لا يرتاحون لك لو إنك لا تكف عن التحدث عن الإيجابيات ، مثل هؤلاء لا يتحملون الخير والنجاح لأنهم فاشلون ، إنما يمكن أن يفرحوا بك ويرتاحوا لك لو إنك حدثتهم عن مصائب الآخرين لأن مثل هذا فقط يسعدهم حيث هو يعيد لهم التوازن المفقود بين فشلهم وإحباطهم وقسوة حياتهم وبين الخير والنجاح الموجود لدى الأخرين .
إنهم لا يطيقون وليتهم يستمعون لك أو يستتشيرونك في السبيل للخروج من حالة الفشل التي يعانون منها عوضا عن أن يستمتعوا بالشر وتعاسة الآخرين .
على أية حال ، مثل هؤلاء كثيرون جدا ، وبالتالي فمن الخير أن تتخلص من صحبتهم إن لم يكن بمقدورك أن تحتملهم أو أن يحتملوا تفاؤلك وإيجابيتك ، المهم أنك لا يجب أن تخسر روح التفاؤل لأن هذا وحده هو ما يمكن أن ينقلك من حالة الفقر المادي والروحي والتعاسة واليأس إلى حالة النجاح والتفوق والسعادة .
التشاؤم لا يوصل لشيء أبدا ، والسلب لا يأتي منه إلا السلب .

تذكر هذا وأحرص على صفاءك وتفاؤلك وأستمر بالإيحاء لنفسك بالإيحاءات الإيجابية فقط ، لأن هذه لها القدرة على أن تتحول إلى متغيرات حقيقية ملموسة .

قوة العقل الباطن :
___________

على ضوء هذا الذي طرحناه بشأن لغتنا ونوعية الشحنات السلبية أو الإيجابية في كلامنا وتأثيرها في سلوكنا وأفعالنا يجدر بنا عزيزي القاريء الكريم أن نتحدث عن العقل الباطن ، لأنه بالنتيجة هو مستودع كل أسرارنا وهو وحده ما يتلقى الكلمات ويختزنها وينفعل بها ويستجيب لها .
يتميز العقل الباطن بأنه لا يتدخل في أحكامنا ولا يمتلك القدرة على التحكيم وتقييم الإشياء بذاته من حيث أنها سلبية أو إيجابية . إنه فقط يطيع ما نودع فيه من معلومات أو خبرات .
العقل الباطن يحبنا بقوة ويثق بنا بلا حدود ولا يعترض مطلقا علينا ويأخذ كل ما نقوله على محمل الجد .
إنه لا يعرف المرح ولا يميز بين الجد والهزل ، العبارة التي نقولها مهما كانت صغيرة فهو يتأثر بها بالكامل ويستجيب لها ، فلو إننا تحدثنا عن الصداع مثلا ولفترة توهم العقل الباطن أننا نريد صداعا في الحال فأستجاب ومنحنا هذا الذي نريده أو لو إننا أظهرنا رغبة أو إشتهاء ما إستجاب لنا وأنفعل بتلك الرغبة وعكسها لنا مجددا في خليط من الصور الداخلية التي يمكن أن ترد في الأحلام أو في اليقظة ، أما إن شئنا أن نفكر إيجابيا فإنه يتأثر ويعكس لنا الصور الإيجابية التي تناسب الحال وربما أتحفنا بفكرة ذكية تناسب هذا الذي نريده أو أستحثنا على حركة ما تناسب هذه الفكرة أو هذه الرغبة التي طرأت .
إذن فإن العقل الباطن هو الخادم المطيع الذي يمكن أن يفقرنا أو يغنينا حسب رغبتنا فقط ، فلو شئت عزيزي القاريء أن تتخلص من الأفكار السلبية فإن العقل الباطن بدوره سيخدمك في ذلك فيكف عن طرح الصور السلبية ويستبدلها بإيجابية محفزة للحيوية والأمل والتفاؤل والنجاح .
العقل الباطن لا ينسى ولا يهمل أي شيء وهذا مكمن الخطورة فيه على كامل حياتنا .
أنت ربما فكرت الآن فكرة سلبية وتوقفت عنها بعد لحظة ، المشكلة أن العقل الباطن يختزن نسخة منها تماما كما يختزن القرص الصلب للكمبيوتر نسخا من كل صفحات المعلومات التي تشتغل عليها .
هذه المعلومة السلبية التي يختزنها العقل الباطن في جوفه يمكن أن يخرجها في أي لحظة وبالذات في لحظات المرض أو التعاسة فيتراكم السلب في حياتك أكثر فأكثر ، بذات الآن اللحظة الإيجابية أو العبارة الإيجابية التي توحيها لنفسك أو تقولها للآخرين يمكن أن يعيدها عليك العقل الباطن مرات ومرات فيحصل لديك تراكم إيجابي .
لو إنك قلت مثلا لنفسك كلمة وأنت في حالة الغضب من قبيل : يا إلهي كم أنا غبي … !
يستمع لك العقل الباطن ويختزن الكلمة وكأنك تأمره بأن يؤكد لك بأنك غبي ، فيقوم فعلا بعد برهة بفعل يؤكد هذا الغباء ، أو لو إنك قلت : أنا حزين ، قام العقل الباطن بإعطاءك المزيد من الحزن وكأنك كنت تريد أن تكون حزين . إنه لا يميز بين الجد والهزل أو بين الغضب والرضا ، إنه فقط يستمع لك وينقل كلامك ويؤدي هذا الذي تقوله بالضبط ، فيخرج من جوفه في حالة الحزن مزيد من الذكريات المحزنة ويدفعك في لحظة تأكيدك على الغباء إلى أن تفعل المزيد من الممارسات الغبية حقا من قبيل أن تتعثر أو أن تشعل نارا في ثوبك أو بيتك أو أي إجراء غبي سبق لك أن قلته .
إنتبه لما تقوله لذاتك أو لما تفكر به فإن العقل الباطن لا ينسى أبدا وهو سريع الإستجابة للسلب كما للإيجاب .

تعليقات (3)

  1. أحبك من كل قلبي يا حصة على مواضيعك الرائعه وعلى ايجابيتك وطاقتك الرائعه كل كلمة من كلماتك كان تحمل طاقة داخلها تصل للقارئ وتنعش حياته
    ربي يوفقك وينور دربك 🙂

  2. قدر

    مشكوره حصه

    دمتي سالمه بكل خير

  3. بارك الله فيك ونفع بك وجزاك الله  كل خير وغفر لك ورحمك وأعتق رقبتك من النار.

اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *