مدونة

أنت تملك القوة بداخلك – 21 – الشعور بالذنب يخلق شعور باللاقيمة في داخلنا

sad
The Power With In You

أنت تملك القوة بداخلك – 21 – الشعور بالذنب يخلق شعور باللاقيمة في داخلنا

لا نكف نحن ذاتنا طوال الوقت عن نقد الآخرين ، وهذا أمر سلبي جدا ، وبذات الآن لا يكف الآخرون عن نقدنا وتحميلنا المسؤولية وهذا مرعب للغاية .
لو حاول أحدهم أن يشعرك بالذنب لهذا الأمر أو ذاك ، حاول أن تسأل نفسك : يا ترى ماذا يريد هذا الرجل ( أو تلك المرأة ) من هذا النقد ؟ لماذا ينتقدني ؟ .
أطرح هذه الأسئلة على نفسك عوضا عن أن تذهب إلى بيتك أو سريرك وأنت تردد في داخلك ” صحيح إنني ملام على هذا ، إنه ذنبي ، يجب علي أن أفعل كما قال هذا الرجل ( أو هذه المرأة ) لي …”
لقد تربينا غالبا في بيوت تفتقد الصدق وتعتمد في التربية على التلاعب بمشاعر الأبناء ومحاولة تلقينهم كيف يكونون كاذبين مع أنفسهم ومع الآخرين وكيف يغمرون الآخرين بالإعتذارات من أجل أن يمرروا سلاما زائفا في حياتهم ، لهذا تجد الكثيرون منا يستجيبون للنقد وتجدهم يجولون هنا وهناك وهم يرددون ” عفوا … أعذروني … آسف … ” الخ .

لا نقول أننا لا يجب أن نكون مهذبين مع الأخرين ، لا أبدا ، ولكن بذات الآن يجب أن نعود أنفسنا على أن لا نستجيب للنقد بسهولة فغالبا ما يكون هذا النقد كارثيا يمنعنا من أن نثق بأنفسنا ونحبها ونطورها .
ميزّ بين النقد الإيجابي العادل المحب لك وبين النقد الآخر الهدام الذي يريد أن ينسف لهذا الغرض أو ذاك ثقتك بنفسك .
أعرف إنسانا كان من تلاميذي ، وكان المسكين وهو بالغ ناضج ومثقف ، كان يشعر دوما بشعور الذنب تجاه أسرته رغم أنه منحهم كل شيء ، ولكنهم لا يكتفون بأي شيء ، وبالنتيجة هجروه وظل يلاحقهم محاولا الإعتذار عن شيء لم يفعله أبدا .
مثل هذا تعود على أن يشعر بالذنب ويستجيب لكل نقد ويعود على نفسه ليضغط ويضغط ويعدل من شخصيته من أجل إرضاء من لم يرضوا عنه أبدا حتى أقصوه من حياتهم .

تعلم أن تغفر لنفسك :
_____________

من ابرز مسببات الشعور بالذنب لدينا هو أننا نحمل في أعماقنا خطأ أو بضعة أخطاء حقيقية أو موهومة ، لم نستطع يوما أن نغفر لأنفسنا فعلنا لها في وقت كنا فيه قطعا دون هذا المستوى من الوعي أو الفهم الذي نملكه الآن .
لماذا لا نكف عن تقريع أنفسنا على أخطاء قديمة لم تعد موجودة أو حتى لو إن آثارها موجودة فإنها لا يمكن أن تعالج بهذا الشعور الدائم بالذنب … !
ما الجدوى من ذلك ، لماذا لا نكف ، لماذا لا نؤمن بأن ما حصل حصل في حينه وكانت له ظروفه التي قد تكون في وقتها مناسبة لمثل هذا الذي فعلناه أو قد نكون مسلوبين الإرادة بسبب الطفولة ( كما في حالات الإغتصاب أو غيرها التي تحصل في الطفولة ) ؟.
علينا عزيزي القاريء أولا أن نناقش هذا الشعور بالذنب الذي هو فينا ، هل هو صحيح أم لا ؟ هل أنا نخطيء حقا أم لا ؟ لماذا أشعر بالتقصير وأنا أجهد في ان أعمل ما بوسعي ؟ ما السبب في شعوري بالذنب ؟ هل حقا أنا مذنب اليوم أو البارحة أو في الطفولة ؟ أين مسؤوليتي عن هذا الذنب وكم كان حجم وعيي وقدرتي على أن لا أقع في ما وقعت فيه من ذنب ؟
اسئلة عديدة يجب أن نطرحها على أنفسنا قبل أن نتورط في الجري وراء الآخرين من أجل أرضائهم أو نيل غفرانهم على شيء لم نفعله أو فعلناه بحسن نية أو فعلناه في لحظة ضعف .
ثم نتحول إلى أنفسنا فنشكرها على هذا العمر الذي عاشته وهذه التجارب التي جربتها ونغفر لها ما فعلت من أخطاء أو ما نتوهمه أخطاء … !
يجب أن تتعود على أن تغفر لنفسك زلات الماضي … لأنك لن تنجح في تحقيق حاضر جميل أو مستقبل مزهر إذا ما كنت تحمل في داخلك شعور بالذنب لأمر قد لا تعرفه بالضبط أو قد لا يكون حصل أصلا …. !
وتذكر أن لا تكف عن أن تحب نفسك أكثر وأكثر ، لإنك إن لم تحبها لن تجد من يحبها نيابة عنك ، وستصطدم دوما بأناس سلبيون .
إن ما تعكسه عزيزي القاريء يرتد بلا شك عليك فإن كنت كارها لنفسك هبط عليك من كل مكان أناس سلبيون نقادون متذمرون وإن كنت محبا لنفسك واثقا منها ، تسنى لك أن تنال الأصدقاء الإيجابيون الذين لا ينفخون في وجهك حسراتهم ويطلقون المشاعر السلبية والطاقات السلبية المدمرة لصحتك والمخربة لنفسيتك .

تعليقات (6)

  1. Lama

    ممتنه لإكتشافي مدونتك, بس انتظر الويكند وابحر معك ❤️

  2. سامحتك يا ذاتي

  3. سؤالي استاذتي اذا كان هؤلاء السلبيون مقربون لك  ومجبورا على مقابلتهم كيف تتعامل مع سلبيتهم وتشاؤمهم

    1. اهلا امل
      دائما نسأل هذا السؤال في بداية التغيير
      و خصوصا اذا لاحظ من حولنا تغييرنا
      اكيد يستغربون ويرفضونه !! و اكيد راح يأثرون علينا
      المطلوب منا ان ما نتأثر .. نتقبلهم كما هم
      اذا كان باستطاعتنا ان نتبعد عنهم لنبتعد
      و اذا يهمونها نحاول ان احنا نأثر و لكن ما نغيير
      امل
      تقبلي الانتقاد و الهجوم
      لأن هؤلاء الناس سيكونون في مستوى وعي اقل من مستوى وعيك الحالي بعد التغيير
      فهم معذورين !

  4. ياسلام عليك
    فعلاً الجملة الآخيرة تستحق الوقوف عندها واعادة التفكير بمحيطنا
    شكراً لك

  5. شكرا حصة 🙂

اترك رداً على Lama إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *