مدونة

حوار عن الخسارة – جريدة الوطن

دورات، حوارات، مقابلات

حوار عن الخسارة – جريدة الوطن

جريدة الوطن

السلام عليكم
حواري مع الإستاذة هبه الطويل من جريدة الوطن عن الخسارة

كتبت هبة سالم:
قالت مدربة قوة الشخصية حصة الحشاش ان الشعور بالخسارة نسبي ويختلف من شخص الى آخر فالبعض محبط للغاية في حين يعتبرها آخر أمراً عادياً، اذا المشكلة ليست الخسارة ولكن بالشعور الذي يصاحبها.
وأوضحت من الواجب قبل بداية أي عمل التخطيط وحساب امكانية النجاح والخسارة، وذلك لكي تكون امامنا خطوط واضحة، ولانه من السذاجة ان نبدأ أعمالاً لا نخطط لها، وعدم التخطيط يكون سبباً رئيسياً في الصدمة اذا حدث أمر غير متوقع.
وتابعت الحشاش «بالنسبة لي لا أحب ان أطلق على أي أمر لا يسير بالصورة التي ارجوها بالخسارة»، لأنها كلمة مرتبطة بالشعور بالألم…ولكن استطيع ان اسميه تحدياً جديداً مثلا حيث ان هذه الكلمة مرتبطة بشعور أفضل يدفعك الى الانجاز.

واكملت الحشاش توجد الكثير من الأمثال والكلمات التي نرددها في مجتمعاتنا اليوم، وهي للأسف توّلد قناعات سلبية لا تساعدنا على الوصول لما خططنا له وتكون احد الأسباب في اخفاقاتنا…فكلمة «فال الله ولا فالك» مثلا… كلمة جميلة اذا أخذناها بالمعنى الصحيح وهي بأن أمر الله خير دائما… فأنا أرجو فال الخير الحسن، حيث انها تظهر بعض التفاؤل والابتعاد عن الرأي أو الفأل أو التوقع السلبي من الطرف الأخر، وتستطيع ان تقيس على هذا المقياس على كل كلمة تردد اليوم حيث ان لكل شيء وجهاً سلبياً وآخر ايجابياً.

واسترسلت الحشاش قائلة انة في حال ان لم نصل الى النقطة التي نرجوها، أو عدم النجاح… هناك بالتأكيد بدائل كثيرة، ولكن النقطة المهمة هو التساؤل عما إذا كانت قناعاتي تناسب ما أنا ساعية إليه؟.. حيث يجهل اغلب الناس هذه الحقيقة المهمة لان سبب عدم نجاح البعض هو ان ما يسعون اليه لا يتناسب مع قناعاتهم، فمن يعتقد مثلا ان كل تاجر هو انسان نصاب… لن يكون تاجرا أبدا مهما اجتهد في السعي للوصول الى ان يكون تاجراً لأن هناك قناعات في داخله تقول ان كل تاجر هو شخص نصاب، وأنت لست نصاب، لذلك لن تكون تاجراً.

واوضحت الحشاش في حال ان راجعت نفسك ورأيت ان قناعاتك تناسب تماما ما أنت تطمح له فراجع خطتك، وأسلك طريقاً آخر غير الذي سلكته للوصول الى ما تريد..وتقول ان أهم مهارة يجب تعلمها لمواجهة مثل هذه المواقف هي التحكم بالمشاعر، فأغلب الأشخاص عند عدم نجاحهم يتعرضون للاحباط والاكتئاب وربما يلجؤون الى الانعزال، ولكن عندما يعرف الشخص كيف يتحكم في مشاعره وكيف يختار الشعور المناسب عند الموقف المناسب سيكون هو المتحكم وصاحب الموقف ولن تؤثر عليه خسارة أو فشل، واكتساب هذه المهارة يحتاج: (التعرف على مشاعرنا – تعلم كيف نتحكم بهذه المشاعر – ممارسة هذه المهارة دوما لتصبح جزءاً من شخصياتنا)، دائما عند حدوث الموقف اسأل نفسك هذا السؤال: ما هو التصرف المناسب اتجاه هذا الموقف؟..هل أفعل أم أنفعل؟ والشخص الذي يختار الفعل هو الشخص الناجح فعلا في التعامل مع أموره لأن يختار ان يفعل لا ان ينفعل.

واكدت حصة الحشاش ان للخسارة وعدم النجاح فوائد ربما تفوق فوائد النجاح…لأنها خطوه قوية في درب السعي نحو النجاح… ويستمد الانسان الذكي تفوقه من مراحل الفشل التي مر بها… حيث ان الانسان الذي تعرض للخسارة هو أكثر قدرة على النجاح في مواجهة أي نوع من أنواع الظروف… خبراته ومهاراته أقوى من الانسان الذي لم يتعرض للفشل قط !… اذا الانسان الذي يعتقد انه خاسر هو في الأصل اكتسب مهارات وقدرات أكثر من الشخص الذي يعتقد هو بأنه ناجح… ففي الخسارة دروس لم يتعلمها الناجح.. وهنا يجب ان أوضح نقطة مهمة ان الشخص الذي يتعرض للخسارة لا يسمى خاسرا او فاشلا. لأن الشخص الخاسر هو ذلك الذي لا يستغل امكانياته ولا يعرف غاياته، بعكس الشخص الذي يسعى للوصول الى هدف معين يخطط له.

واوضحت الحشاش الفلسفة النفسية للخسارة والتي تحدد بالمشاعر قائلة ذكرت اذا تعرضت لأي موقف مثلا مهما كان حجمه وربطته بشعور الألم والخسارة سيكون كذلك، ولكن ان ربطت نفس الموقف بشعور التحدي والاثارة سيكون كما تريد… اذن الأمر كله مرتبط فينا نحن ، ونحن الذين نحدد ما اذا كان هذا الأمر سيئا أو جيدا.

ان من أفضل ما قيل في تقدير الذات هو ما قاله الدكتور بشير الرشيدي وهو ان «يحصل الانسان على تقدير الذات بالتدريب على رؤيته انجازاته وتحديد غاياته واستثمار امكانياته» فالانسان الذي يرى انجازاته لن يكون هشا لحظة حصول الخسارة لأنه سيرى بأن هذه الخسارة ما هي الا سلم يرتقيه للوصول لنجاح اكبر وبأن الوصول الى هذه النقطة ما الا انجاز بالنسبة له يعطيه حافزاً لتكملة المسير والوصول الى غاية يطمح إليها، ان من يعاني من انخفاض تقدير الذات هو ذلك الشخص الذي لا يقدر الأمور الذي يقوم بها ولا يعتبرها انجازا، ودائما يستصغر ما يقوم به، لذلك تجده دائما يعيش في تقدير ذات منخفض.

واختتمت الحشاش كلامها بالقول: «انت صاحب القرار وأنت المسؤول الأول عن كل ما يحدث في حياتك»، كل خطوة في حياتنا نحن مسؤولون عنها سواء كانت هذه الخطوة ناجحة أم غير ناجحة، لا يوجد أي شخص أو أي ظرف يرغمنا على أداء شيء اذا لم نختر أداءه نحن نملك قوه هائلة وهي الاختيار فلنوظفها برسم حياة جميلة مليئة بالانجازات عن طريق اختيار المشاعر الايجابية الرائعة التي تساعدنا على عيش حياة طيبة نتمناها.

تعليقات (6)

  1. مقالة رووووعه وخاتمة روعه يعطيك العافيه ياقلبي:)

  2. ahmed

    الله ينور قلبك 🙂

  3. اي ايمان في كلمه مفقوده 🙂

    فالانسان الذي يرى انجازاته ((( لن )))  يكون هشا لحظة حصول الخسارة

  4. ايمان السعيده

    «يحصل الانسان على تقدير الذات بالتدريب على رؤيته انجازاته وتحديد غاياته واستثمار امكانياته»
    فالانسان الذي يرى انجازاته يكون هشا لحظة حصول الخسارة لأنه سيرى بأن هذه الخسارة ما هي الا سلم يرتقيه للوصول لنجاح اكبر وبأن الوصول الى هذه النقطة ما الا انجاز بالنسبة له يعطيه حافزاً لتكملة المسير والوصول الى غاية يطمح إليها،

    ان من يعاني من انخفاض تقدير الذات هو ذلك الشخص الذي لا يقدر الأمور الذي يقوم بها ولا يعتبرها انجازا، ودائما يستصغر ما يقوم به، لذلك تجده دائما يعيش في تقدير ذات منخفض.

    حصه كيف اوازن بين العبارتين
    فيه نقطه مفقوده

    والف شكر حبيبتي

  5. العنود

    حلـوووو الحواررر
    عجبني كلام عن القناعات.

    «بالنسبة لي لا أحب ان أطلق على أي أمر لا يسير بالصورة التي ارجوها بالخسارة»، لأنها كلمة مرتبطة بالشعور بالألم…ولكن استطيع ان اسميه تحدياً جديداً مثلا حيث ان هذه الكلمة مرتبطة بشعور أفضل يدفعك الى الانجاز

    كلام رائع ومن بديت اطبق هذا الكلام حسيت بختلاف في مشاعري

    بارك الله فييج اختي حصة

  6. amal

    جميل جدا

اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *