مدونة

عدم إصدار الأحكام

good-bad
خبرات و تجارب

عدم إصدار الأحكام

بسم الله الرحمن الرحيم

حسيت إن في بعض الإخوان محتاجين الى قراءة أمور أكثر متعلقة بعدم الحكم، وصراحه ما تخيلت هذا التفاعل في الدخول معي في هذا التحدي الجميل .. لنوضح بعض الأمور عشان نمشي صح ونحصل على نتائج ترضينا.

1-              التدرج

كل شيء في هذه الدنيا بالتدريج .. المشاعر تتدرج، التطور يتدرج، أفكارنا تتدرج، عمرنا يتدرج … حياتنا تتدرج … إذن التدرج هو سنة حياة .. إذا أردنـا أن نعود أنفسنا على شي جديد في حياتنا فالتدرج شيء مهم … بالنسبة لعدم اصدار الاحكام لتكن نيتي مثلا إن هذه الساعه من هذا اليوم لن أصدر الأحكام …  و في اليوم التالي مثلا تكون نيتك عدم إصدار الأحكام خلال ساعتين … يليها نصف يوم فاليوم بأكمله … بالنسبه لي … انا اتدرب على عدم إصدار الأحكام من 9 أشهر … ومازلت أخطأ واصيب … أتعلم وأدون … فأصبح الان لدي نوعا ما … أن تكون نيتي ليوم كامل أن لا اصدر الأحكام … وغيري ربما يحتاج أن يتدرج.

2-              نظف الأرض اولا

مثل ما قلت لأخي عمر .. بأنك يجب أن تنظف الأرض التي تريد أن تبني أو تزرع عليها .. لا يمكن أن أبني على أرض مبنية أصلا ! ..

أوكي .. كيف أنظف الأرض ؟؟ كيف أنظف نفسي من الداخل؟؟ …

إذا كنت غير متقبل لبعض الاشخاص وغير مسامح على بعض الأمور التي حدثت بالماضي !! فكيف ستتقاضى اليوم ولا تصدر الأحكام … يجب أن اسامح أولا يجب أن أتعلم أن اتقبل الجميع وأن اصلح بعض الأمور ليمكني حينها ممارسة عدم الحكم … في أشياء بالماضي عدت وراحت فلماذا أنا تاركها في قلبي إلى اليوم ؟ بعد ما أصفي نفسي من الداخل أبدا بعادات رائعه اريدها .. اتقبل الكل واسامحهم ولا أصدر الأحكام.

3-              عدم إصدار الأحكام والعمل

يسأل أحد الأخوان … يعني أخلي الناس على هواهم ؟؟ لا ينجزون أعمالهم واقول يمكن معذورين !! …

وانا اجاوبك واقول لك نعم يمكن بالفعل معذورين واعذرهم لكن هذا لا يمنعك أن تتخذ القرار الصحيح بعملك وتقوم باللازم لكي تسير حياتك وعملك على الوجه المطلوب … أنا لا أصدر الحكم على اي موظف لدي او زميلي … لماذا لم يقوم بالعمل او لماذا تأخر في هذا العمل لكن بإستطاعتي ان اقوم بما هو اصلح لعملي … بأني افوض شخص أخر مثلا او اقوم فيه او انهيه … هنا عدم الاصدار الاحكام ما أخرني عن عمل ولا إنجاز وايضا لم اخسر صديق لي في نفس الوقت ومرتاح بالأمرين.

4-              أمر المسلم كله خير

الخيــر هو الأصل .. الخيــر هو الاساس … في غياب الخيــر يكون الشر … في غياب الفكرة الايجابية تكون السلبية … وفي غياب حسن الظن يكون سوء الظن … سواء حدث لك امر يعجبك أم لا يعجبك يجب أن تعلم بأن أمر المسلم كله خير وكلها لصالحنا إن اصابتنا مصيبة صبرنا و ما أعظم أجر الصبر وإن اصابتنا مسرة فرحنا .. في الحالتين الله معنا يحبنا ويعطينا … لا تصدر الأحكام على المواقف لأنها جميعها بصالحك حتى لو كان ظاهرها عكس ذلك.

إن لم يعاملك شخص بطريقة تعجبك لا تصدر عليه الحكم !! … فأنت لا تعرف ماذا حدث له قبل دقيقة !! أو ماهي افكاره بهذه اللحظة .. أو في أي بيئة تربى ونشأ .. ولكنك تعلم بأنك قادر على أن تستقبل ما تشاء من أفكار و تتجاوز عن ما تشاء … تعلم بأن كل موقف يمر عليك في حياتك هو درس لك أو هدية.

5-              القبول

عدم إصدار الأحكام يعلمنا على قبول الأخرين بجميع حالاتهم … وكما ذكرت في السابق نحن لا نعلم الغيب ولا ندري عن نفوس الناس وأمورهم … أنا لا اصدر الحكم على انسان لتصرفه على امر معين … انا متقبل هذا الانسان ولست متقبل التصرف استطيع ان يكون لي ردة فعل على امر يخصني ولكن لنتذكر أن لا ننفعل … مثال بسيط جدا اذا استعمل احد اصدقائي غرض من اغراضي الشخصية من غير استئذان مثلا لا اصدر حكم بأنه انسان وقح او غير مهذب او غيرها من هذه الصفات ولكن أفرض حسن الظن. … مثال اخر حدث معي … مع زميلة لا تجيد فن التواصل مع الناس .. تتكلم وتتصرف بطريقة تزعج من يتواصل معها ولكن بنفس الوقت هي تملك علم ومعرفه يمكن ان نستفيد منه .. تعلمت ان اتقبلها كما هي بكل تصرفاتها وانا واثقه بما تملك هي من وعي بأنها تستطيع أن تغير هذا التصرف يوم من الايام.

6-              لماذا لا نصدر الأحكام؟

لأننا غير مؤهلين ولن نكون مؤهلين لنصدر الأحكام على الناس … لأن قناعاتنا وأفكارنا وامور حياتنا متغيره باستمرار … فما أراه اليوم صحيح ومقبول ممكن أن اراه غدا او بعد سنه غير مقبول والعكس صحيح … لأن نظرتنا تعتمد على ما نعيشة من أفكار .. أنا اليوم أشرح عدم إصدار الأحكام بهذه الطريقة وربما بعد شهر من الان اشرحه بطريقة اخرى … لأني سأتعلم اشياء جديدة و أري أشياء جديدة وتتصحح لدي بعض المعلومات … راينا غير ثابت فالأفضل أن لا نطلق الأحكام.

7-              اذا لم اصدر حكم هل هذا يعني بأني لا أبدي رايي بشيء أريدة ؟

يعني اريد هذا الغرض ولا اريد هذا … هذا ينفعني وهذا لأ .. هذا المكان يناسبني وهذا لأ … هذي الامور اختيارات … اوجهه فيها حياتي … واختار لنفسي الافضل دائما في هذه  اللحظه … بهذا الامر اعتمد على مشاعرك .. هنا أنت لا تصنف .. هنا أنت تختار الأنسب لك … في رد ريما لما قالت “حاسة إني راح اتعلم شي رائع من التجربة” … هذا حكم جميـل .. توقع رائع … إن شاء الله ستحصل عليه … مع ممارسة التجربه ستعرف كيف تفرق بين عدم  الحكم وبين الاختيار والتوقع … دائما نحن نختار الأفضل لنعيش تجارب أفضل .

8-              عدم الحكم راحه للعقل

مع عدم إصدار الحكم لا اضطر لتحليل الأمور وتصنيفها … وبهذه الحاله تقل الأفكار وتهدأ النفس … اصبح أكثر وعيا للأمور من حولي وأكثر تقبلا لكل المواقف … تركيزي يزيد لأني صافي من الداخل … أمور صعبه على بعض الناس ستصبح بالنسبة لي سهله بعض الشيء .. ممارسة التأمل مثلا و الخشوع في الصلاة وممارسة الصمت .. جميعها ستصبح اسهل بالنسبه لي لأن حجم الأفكار في رأسي اقل من أي شخص اخر .. غيري يعيش التناقضات والتصنيفات والأحكام  ويحجم الامور والمشاكل … وأنا مرتاح من هذا كله عقلي بالتدريج سيصفى من هذه الأمور وستلاحظون تغيير في حياتكم .

إضافات …

  • شاهد العبر في قصة سيدنا موسى والخضر

  • إقرا عن حسن الظن

  • إقراء عن إلتماس الأعذار

  • التغافل

سأكتفي بهذه النقاط .. وإن استجدت بعض الأمور سأكتب بعض النقاط الأخرى.

تعليقات (12)

  1. pink

    رائع سأجربه

  2. سعودية

    رائعه كما عودتينا ياافتار حصه
    من اليوم بحاول عدم اصدار الاحكااام

  3. ذاتي تكفيني

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بارك الله المولى بطرحك لي الموضوع

    جميل جدا ما طرحته أناملك

    التسامح جدا مهم واعتقد أن الشخص يجب ان يتدرب ع مسامحة ذات لكي يستطيع الصفح على الاخيرين وهذا وهالشي عن تجربة

    وفعلا التماس الاعذار للآخرين  بها تطيب النفوس ويسود العالم محبة

    دمتي عزيزة شامخة لي ربك

  4. رائعة يا حصة

    بارك الله فيك

  5. نادية واماني … شكرا لكم عزيزاتي 🙂

  6. كيكة التسامح قرار
    هذا المفتاح .. انا اقرر ان اسامح
    عشان ارتاح وعشان تمشي الحياة
    الموقف حصل وخلص وصار من الماضي
    ليش اذكره !!
    ولازم تعودنسن نفسج من الحين انا انسانه متسامحه
    من الحين فكري انج تكونين متسامحه مع الكل مهما كانت المواقف
    ولكن هذا ما يمنع ان تحلين الوضع او تتعاملين معاه بس انتي مرتاحه من الداخل

  7. اخ عمر
    انا كتبت رقم 3 عشانك
    ————
    لا اتصرف اتصرف اللازم في العمل لكني ما اتصرف وانا واضع حكم في بالي ان هذا الانسان مهمل … تعامله معه كأن فيعلا لديه ظرف وتكلم معه على اساس هوا معذرو .. نعم كن شديد اذا احببت لصالح العمل ولكن اكسب الجميع لصفك
    انا اقدكم واعطيكم الاعذار ولكني بنفس الوقت احرص على سير العمل كما يجب
    وصلت ! 🙂

    ——

    صحيح … اذا كان اهوا معترف يعني مافي حكم 🙂
    بالاسم شيء من اغراضي مفقود ولا اعرف اين هو ظليت اسأل
    اختي اعترفت انها خذته !! ما فكرت بالسبب ليه اخذتي هذا الشي ولكني طلبت منها ان لا تاخذه مره ثانيه 🙂

    —–

    انت تؤثر في من حولك نعم
    انت مسؤل عن قراراتك واختياراتك في هذه اللحظه نعم
    انت مؤهل لإصدار الاحكام في غياب الحقائق !! لا
     🙂

  8. tota el-keka

    الله يعطيج العافية اخت حصة..مبدعة دائما
    فعلا كنت بحاجة لمثل تلك الامور..التغافل..التسامح..
    و عدم إصدار الاحكام
    عندي سؤال: ذكرتِ أننا يجب أن ننظف أنفسنا من الداخل أولا
    هل يوجد تطبيق يساعد على ذلك؟
    يعني مثلا إذا ضايقتني وحدة من موقف معين، أنا أحبها في النهاية
    لكن الموقف والتصرف اللي ضايقني يبقى لفترة في ذهني
    كيف يمكن التخلص من هذا الشعور؟
    لك جزيل الشكر على جهودك

  9. لا اجد ما اعبر به عن شكرى وامتنانى لك ولاخلاصك لما تقومين به من اجلنا …تقبلى منى كل الخير

  10. nadia

    الله يعطيك العافية مجهود جبار بارك الله فيك
    موضوع جداً رائع ومحتاجين واذا طبقنا مية بالمية حياتنا راح تصير اروع ما يكون :))

  11. Omar

    السلام عليكم اختي حصه
    اول شئ متشكر جدا علي الموضوع الرائع وقابله علي اهتمامك
    اجمل شئ تعلمت من الموضوع دا اني مأصدرتش الحكم عليه الا لما قريته للاخر وكنت مبسوط بكده كمان صاحبي اللي زعلته امس اتصلت عليه اعتذرت منه انشاء الله في ميزان حسناتك
    في النقطه 3 بتقولي بالنسبة للعمل حبيت استوضح شئ يعني لما الموظفين اللي تحت ادارتي يقصرو في العمل اروح واشتغل مكانهم واقول انا اللي مقصر لازم بعض الشدة ولا ايش طالع عمرك بعدين كده الموظفين هيتهونو في عملهم ويتكلو عليه 
    دا لاني جربت ما اصدرت الحكم الا عن تجربه
    في النقطه 6 هل القصد اني لا اصدر الا حكام في الغيبيات اي القصد طالما اني ما اعرف العذر فأكون مسامح الي ان يحكي لي عن عذره وساعتها اصدر حكمي ولا اسامح في كل الناس كده علي بطال
    شفت ان في كلامكفي نقطه 678اني محتاج اني احكم علي نفسي بعد الاهليه في تقرير مجري حياتي واني اسيب الامور ماشيه واكبر دماغي
    مقتنعتش!!! 
    انا لي تأثير في من حولي ان مسؤل عن تصرفاتي وسوف احاسب عليها  انا مؤهل لاصدر الاحكام والا ما فائدة العقل الذي اخصني الله سبحانه وتعالي به عن جميع مخلوقاته ولكن يجب الا اتعجل في اصدار الاحكام الا بعد ان استطلع الاسباب ولا اشغل نفسي بما سوف يحدث غدا
     

  12. شرح رااائع حصه
    عجبتني الكلمه الاخيره… التغافل
    “تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل” كما يقال
    التغافل عن صغائر الأمور راحه مابعدها راحه
    ومن الكتب المهمه (لا تهتم بصغائر الأمور فكل الأمور صغائر) موجود في جرير
    كتاب رااااااائع لا غنى عنه لكل مهتم بالتنمية الذاتيه..

اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *