مدونة

قصة الاميـر الصغير

little prince
رسائل في الحب

قصة الاميـر الصغير

هذا ما قرأته بالأمس و أعجبني، بل جعلني أفكر و أتأمل بالأشخاص الذين أحبهم و آلفهم في حياتي 🙂 … صاحبة المقالة ريمـا سليمان .. نقلت روعتها إلى كلماتها … أقدم لكم ريما و الأمير الصغير.

الكاتبة : ريما سليمان

شاهدت من فترة فيلم (The Time machine 2002)

وكنتيجة لإهتمامي بفكرة السفر عبر الزمن , بحثت عنه في الإنترنت ..

لكني وجدت شي ممتع آخر فيما بعد ..

في البداية : خبر عن كبسولة الزمن لـ حفظ حضارة البشر ألف سنة !

وهي كبسولة من الفولاذ على شكل زهرة , صممها مهندس أسباني ..

وستحفظ في متحف التاريخ الطبيعي في مدينة نيويورك , قرروا أن يحفظوا بها حاجيات من عدة ثقافات ..

ذكروا أنهم اختاروا من ضمن ما اختارو ا: نسخة من كتاب “الأمير الصغير” لأنطوان دو سانت أكزوبيري ،

وحيث أن هذه الكبسولة ستفتح بعد 1000 سنة .. فقد أثار فضولي هذا الكتاب !

مالمميز فيه لدرجة أن يحفظ للأجيال بعد ألف سنة ؟!

مرة أخرى بحثت عن ( الأمير الصغير ) .. فعلاً يستحق الإحتفال ..

كتاب من الأدب العالمي .. للـ كاتب الفرنسي أنطوان دو سانت اكزوبيري 1900 – 1944

كتاب عمره 60 سنة .. عرف أكثر من 160 ترجمة من بينها 3 ترجمات لـ اللغة العربية ..

( أحب «الأمير الصغير» زهرة فرعاها وحماها وشعر حيالها بمسؤولية لا حدود لها. وفي المقابل، أشعرته الزهرة بالرضا والراحة، ولم يكن يتمنى سوى نيل حبها )

هذا مقطع من الرواية .. استمتعوا …………………………………………………………. :

بعد أن قطع الأمير الصغير شوطاً طويلاً عبر الرمال والصخور والثلوج، اكتشف في نهاية المطاف طريقاً، وجميع الطرق تؤدي إلى الناس.

توجّه الأمير الصغير بالتحية إلى حديقة مزهرة بالورود وجدها في نهاية الطرق.

– أهلاً، أجابت الوردة.

ونظر الأمير الصغير إليها. جميعها تشبه كثيراً وردته، ولذلك فقد سألها باستغراب:

– مَنْ أنتن؟

– نحن ورود.

-آه.. وتنهّد الأمير الصغير بحسرة.

لقد شعر بتعاسة بالغة.. حدثته وردته بأنها الوحيدة من نوعها في هذا الكون، وها هو يجد منها خمسة آلاف وردة جميعها متشابهة وتشبه وردته، ومجتمعة في حديقة واحدة..

وناجى نفسه: “ستصاب بخيبة أمل وردتي إذا رأت هذه الورود.. ستنتابها نوبة سعال شديد، وستتصنّع الموت كي تهرب من الخزي والسخرية منها. وسأكون مجبراً على أن أمارس دوري في مداواتها، وإلا سأشعر أنا أيضاً بالذل، لأنها سوف تدع نفسها تموت حقاً…”

ثم حدّث نفسه أيضاً: “لقد ظننت نفسي غنياً بامتلاكي وردة وحيدة، ولكن في الحقيقة، لا أملك إلا وردة عادية.. وهي لن تجعل مني أميراً عظيماً..” وسقط الأمير الصغير على العشب وهو ينخرط في البكاء ..

وفي تلك الأثناء ظهر الثعلب وبادر الأمير الصغير بالتحية !

– مرحباً

– أهلاً.. أجاب الأمير الصغير بأدب، وهو يدير رأسه باحثاً عن مصدر الصوت..

– أنا هنا، تحت شجرة التفاح.. أجابه الصوت

– من أنت؟ أنت جميل للغاية!..

– أنا ثعلب

– تعال العب معي، أنا حزين جداً..

– لا أستطيع أن ألعب معك، أنا لم آلَفْكَ بعد

– أه.. عفوا..

وبعد تفكير قصير، سأل الأمير الصغير:

– ماذا يعني “آلَفَ” ؟!

وتجاهل الثعلب سؤال الأمير الصغير وهو يقول له:

– أنت لست من هنا، عما تبحث ؟

– إني أبحث عن الرجال  .. ماذا يعني “آلَفَ” ؟..

– الرجال!.. إن لهم بنادق يصطادون بها، وهذا مزعجٌ كثيراً.. إنهم يخطفون أيضاً الدجاج.. وهو عملهم الوحيد.. هل تبحث عن الدجاج ؟

– كـلا..  إني أبحث عن أصدقاء  ، ماذا يعني “آلَفَ” ؟

– لقد أصبح هذا الأمر منسياً. إنه يعني “خلق روابط”.

– خلق روابط ؟

بالتأكيد، إنك لا تعني بالنسبة لي حتى الآن إلا طفلاً صغيراً يشبه مائة ألف من الأطفال الصغار. ولست بحاجة إليك، كما أنك لست بحاجة إلي أيضاً. لست بالنسبة إليك إلا ثعلباً، يُشبه مائة ألف من الثعالب. ولكن إذا ما آلفتني فسيحتاج واحدُنا إلى الآخر. ستصبح بالنسبة إليَّ الأوحد في العالم، وسأصبح بالنسبة إليك الأوحد في العالم..

– لقد بدأت أستوعب ما تقول. هناك وردة.. أعتقد أنها آلفتني!..

– هذا ممكن.. إننا نرى على الأرض الكثير من الأشياء..

– آه! ليس على الأرض..

وظهرت على الثعلب سيماء الاستغراب:

– على كوكب آخر؟

– نعم

– هل يوجد صيّادون على ذلك الكوكب؟

– لا

– هذا ممتع! وهل يوجد دجاج ؟!

– لا

– لا يوجد شيءٌ كامل أبداً (قال الثعلب مبدياً أسفه) لكنّه عاد إلى فكرته الأولى:

– إن حياتي مملة. إني اصطاد الدجاج، والرجال يصطادونني. جميع الدجاج متشابه، وجميع الرجال متشابهون. ولذلك فإني أشعر بالملل قليلاً. ولكن إذا ما آلفتني، ستصبح حياتي مشرقة.. سأميّز صوت خطواتك من بين كل الخطوات.

إن الخطوات الأحرى تجعلني أعود لأختبئ في جُحْرٍ تحت الأرض. إن خطواتك ستصبح بالنسبة لي كالموسيقى.

أترى هناك حقل القمح؟.. إني لا آكل الخبز، والقمح بالنسبة لي عديم الفائدة. إن حقول القمح لا تذكرني بشيءٍ مطلقاً، وهذا أمر محزن!.. ولكن لديك شعرٌ أشقر ذهبي، وسيكون ذلك رائعاً عندما آلَفَكَ!

فالقمح المذهَّب سيجعلني أتذكرك، وسأحب صوت الريح في القمح…

– من فضلك آلفني..

– يجب التحلي بالصبر. عليك أولاً أن تجلس بعيداً عني قليلاً.. هكذا في العشب.. وسأنظر إليك من طرف عيني وأنت صامت.. وفي كل يوم يمكنك الجلوس والاقتراب شيئاً فشيئاً مني..

وهكذا فقد آلَفَ الأمير الصغير الثعلب، ولما اقتربت ساعة الرحيل قال الثعلب:

– آه.. أنا أبكي

– إنها غلطتك، لم أودّ أن تصاب بسوء، ولكن أنت من أراد أن آلَفَهُ

– بالتأكيد

– وبهذا لن تستفيد شيئاً!..

– إني أستفيد، بسبب لون القمح.. اذهب وشاهد الورود. ستفهم أن وردتك هي الوحيدة في العالم. حينئذٍ سترجع إليّ لتودّعني وسأحضر لك هدية متمثّلة في سر كبير..

وحمل الأمير الصغير نفسه وذهب ليرى الورود:

– أنتنَّ لا تشبهن أبداً وردتي، أنتنَّ لم تصبحن شيئاً بعد.. لم يألفكنَّ أحد بعد، ولم تألفنَ أحداً. أنتنَّ بالنسبة لي، كما كان الثعلب: ثعلباً يشبه مائة ألف من الثعالب الأخرى. ولكني اتخذت منه صديقاً، وهو الآن الأوحد في العالم….

واعترى الورود الارتباك والضيق ..

وتابع الأمير الصغير حديثه إليها: أنتنَّ جميلات لكن فارغات. إننا لا نضحي بالحياة من أجلكن.. إن أي عابر سبيل يظن أن وردتي تشبهكنَّ بالتأكيد.

ولكنها الوحيدة الأكثر أهمية منكنَّ جميعاً بالنسبة لي…

ذلك أنها من أسقيها وارويها… ذلك أنها من أضعها تحت الناقوس وأحميها بحاجز واقٍ من الهواء.. ذلك أن لأجلها أقتل ديدان الفراشات.. ذلك أنها من أُنصت لشكواها أو تبجُّحها أو دموعها في بعض الأحيان.. ذلك لأنها وردتي.

وقفل الأمير الصغير عائداً إلى الثعلب ليقول له:

-وداعاً..

– وداعاً. إليك السر الذي وعدتك به، إنه بسيط جداً إننا لا نرى جيداً إلا بالقلب، فالجوهر لا تراه العين.

– “الجوهر لا تراه العين”. أعاد الأمير الصغير الجملة لترسخ في ذاكرته.

– إن الوقت الذي كرّسته لوردتك هو ما يجعلها هامة جداً.

– “إن الوقت الذي كرّسته لوردتي…” كرر الأمير الصغير.. واستطرد الثعلب:

– إن الرجال قد نسوا هذه الحقيقة، وعليك ألا تنساها. ستصبح مسؤولاً إلى الأبد عما تأتلفه.. أنت مسؤولٌ عن وردتك..

– أنا مسؤول عن وردتي ..

وبقي الأمير الصغير فترة من الزمن يردّد ذلك السر الكبير الذي باح له به الثعلب لكي يجعله ثابتاً في ذهنه إلى الأبد.

تعليقات (6)

  1. لازم انشر هذه القصة الجميلة وكاتبها الرائع

  2. pink

    روعة
    شكرا لك

  3. راااااااااااااااااااائعة….وهذا  يؤكد البيت الشعري اللي يقول فيه….الناس واجد لكن الولف غلاب

  4. نهال

    اننا لا نرى جيدا الا بالقلب فالجوهر لا تراه العين
    نعم هذه الحقيقه حينما ندركها يختلف راينا في كثير مما حولنا نبصر الجوهر والجواهر الكامنه في اعماق من وما حولنا
    شكرا ريما وحصه^_^

  5. فصة حلوة حييييييييييييييييييييييل وفعلا فيها معاني راقية ومهمة وفعلا مو غريب أنهم يحتفظون بالكتاب ألف سنه
    سبحان الله العشرة والألفة شي رائع ويجعل للحياة معنى:)

  6. بهجه

    لقد ظربتي بلوتر تماما ———–لقد كنت اشعر بلوحده رغم انني متزوجه ولكن الوحده تقتلني—
    ووجت هذا الموضوع امامي ———————–تحياتي

اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *