مدونة

أنت تملك القوة بداخلك – الجزء 15 – حجوزات من ذلك المطبخ الكوني العجيب

kit
The Power With In You

أنت تملك القوة بداخلك – الجزء 15 – حجوزات من ذلك المطبخ الكوني العجيب

حين توحي لنفسك بإيحاء ما فقد لا يبدو صادقا في نظرك ، لكن عليك أن تتذكر أن الإيحاء هو مثل البذرة التي يزرعها الفلاح في الحقل ، من المؤكد أنه لا يتوقع أن يعود لها بعد ساعة أو في اليوم التالي ليحصد منها ثمارا .
علينا أن نكون صبورين ونحن نبذر الرغبات في العقل الباطن ، يجب أن نترك للبذرة وقتا لكي تنمو وتزهر وتثمر ثم تنضج لكي ما تُقطف .
حين توحي لنفسك بإيحاء ما ، فإنك أما أن تكون مستعدا للتخلص من شيء ما تود التخلص منه أو إنك تريد أن تحقق شيئا لما تزل بعيدا عن تحقيقه ، في الحالتين أما إن ينجح الإيحاء معك بقوة إرادتك وكفاءة نص الإيحاء ووضوح الرؤية أو إن طريقا ما ينفتح أمامك من الخارج في ذات اللحظة التي تكون فيها في حالة إيحاء أو في تلك الفترة التي أنت فيها مشغول بهذا الهم الجميل ، وإذ بالفرصة تأتيك من الخارج من خلال تلفون يدق فجأة وإذ بصديق يقترح عليك أن تفعل كذا للوصول إلى هذا الذي تريده أو أن مصادفة ما جميلة جدا تحصل في مكان ما في ذات البرهة أو الفترة التي أنت فيها منشغل بهذا الشاغل .


كما إن البذرة التي يبذرها المزارع في حقله تفجر طاقة الخلق المبثوثة فيها بشكل سري غير مرئي ، فكذلك الإيحاء يحرك كوامن الطاقة في العقل الباطن أو الروح أو الخارج حيث قاعدة الخلق وجوهر الكينونة الكونية يفعل فعله حسب قوانينه الخاصة التي تتأثر بقوانين عقلك الباطن وروحك المرفهة .
وبالتالي عليك أن تمنح الإيحاء الزمن الذي يحتاجه كي ما يستنبت أسرار قوته في عمق الروح والعقل الباطن والكون .
تذكر عزيزي القاريء أن تصوغ الإيحاء بلغة الحاضر لا الماضي ولا المستقبل ، بل الحاضر .. الآن .
– لا تقل سأكون سعيدا غدا ، بل قل أنا سعيد الآن … أنا قوي … أنا جميل … أنا غني .. تصرف وكأنك قوي وغني وجميل وسعيد الآن وليس في المستقبل .
بمقدورك أن تصوغ وتؤدي الإيحاء بأساليب عديدة من قبيل أن تصوغه بشكل أغنية تدندنها مع نفسك وتكررها بإستمرار بحيث تتحول إلى لازمة تتردد في دماغك بإستمرار حتى دون وعي منك وهذه ظاهرة جميلة ستفعل فعلها فيك حتى دون أن تشعر وستلحظ متغيرات جدية حقيقية تحصل في حياتك في فترة غير بعيدة .
وتذكر عزيزي القاريء أن إيحاءاتك لا ينبغي أن تكون موجهة إلى شخص محدد بعينه سواك ، من قبيل أن توحي لنفسك بأن فلان يحبك وتذكره بالاسم ، هذا النوع من الإيحاءات ليس ما نريده هنا في هذا الكتاب ، بل نحن نتحدث عن الإيحاءات الإيجابية ذات الطبيعة البنائية العامة بالنسبة لك كفرد .
لو إنك صغت إيحاء من قبيل ” أنا محبوب من قبل شخص رائع يتميز ب………………. ( تذكر الصفات التي تحلم بها في فارس أو فارسة أحلامك ، دون أن تحدد إسما ما ) ، لكان إيحاءك أكثر إيجابية وأكثر توفيقا من إيحاء ضيق محدد بشخص ما ، وقد يفضي إلى الخيبة في ما لو إن هذا الشخص لم يكن معك على نفس الإيقاع أو إنه لم يكن حتى لائقا لك ، ولكنك أوهمت نفسك بلياقته ، رغم إن هذا النوع من الإيحاءات ليس بالمستحيل ولكنه يتطلب ما ليس بمقدورنا التعمق فيه هنا .
ثم حين تدع العقل الباطن وحليفه العقل الكوني يتصرف بحرية أكبر فإنه سيؤتيك بما هو أفضل من هذه الوجبة التي طلبتها بالاسم ، هذا مؤكد ، لإنك منحتهما الحرية الأكبر مما لو قصرت الأمر على إسم محدد ، وبالنتيجة قد يكون هذا الذي يأتيك هو ذاته الذي طلبته بالاسم ، من يدري ، إنما هنا سيأتيك بجهد أقل من الجهد العصبي الذي يمكن أن يتطلبه السعي الحثيث له وحده .
لماذا أحبذ لك أن لا تطلب بالتحديد الشخص الذي تريد أو تظن أنك تريده ؟
الجواب ، لأننا لا نعرف كيف هي تراتبية حياة الآخرين ولا نريد أن ندمر سعادة من هو سعيد في حياته وربما هو يعيش ظروفا لا نعلم حقيقتها ، وبالتالي فمن غير الإنساني أن نتدخل بقوة العقل أو الإرادة الذاتية في حيوات الآخرين ، لأن هذا بالتأكيد ما لا يسرهم وما قد يغضبهم لو إنك مستقبلا قلت لهم أنك تدخلت على البعد في حياتهم الداخلية وزججت بعواطفك المتوهجة في عقولهم فأربكتها ودفعتهم من حيث لا يدرون للمجيء إليك .
وأظنك أنت ذاتك لا تقبل ولا تجيز لغيرك أن يتدخل بشكل متطفل على حياتك ، فلا تجز لنفسك أن تفعل مع الآخرين .
الحقيقة أنني أعتبر مسألة الإيحاء الذاتي مثل عملية حجز الطعام من مطعم ما .
لو إنك دخلت مطعم ما وجلست إلى كرسيك الذي أنتخبته عند طاولة معينة ، ثم جاءك عامل المطعم وسألك عن ما تحب أن تتناوله ، ستقول له أريد لحما أو سمكا أو بيضا .. الخ .
ثم تستمر في جلوسك إلى طاولتك بكل تهذيب وصبر .
من المؤكد أنك لا تنهض لتلحق العامل وتقول له :
– عفوا ولكني أود أن أرى كيف تجهز لي طعامي …
ذات الأمر نفعله مع المطبخ الكوني الجبار الذي نوحي له بما نريد ثم ننتظر أن تأتي الوجبة التي طلبناها .
دع الإيحاء يفعل فعله ، وأترك لقوتك الداخلية أن تهديك للسبيل للوصول إلى هدفك ، لا نقول أنك ستنتظر أن تهبط عليك المكاسب والمنجزات في سلتك وأنت جالس في بيتك ، لا طبعا ، ولكن ستقدح في ذهنك أفكار وستأتيك فرص وعليك أن تكون مستوعبا لهذا الذي يأتيك فتختار منه الأفضل من الفرص والأقصر والأذكى من الطرق .
طبعا في الفترة التي يكون الحجز فيها قد تم ، لا ينبغي أن تقلق أو تقلب حلمك أو رغبتك بين أصابعك بشك أو سخرية أو خوف ، لا.. عليك فقط أن تتابع حياتك على ذات الإيقاع وكلما ظهرت بارقة تتبعها بحماس وثقة وشجاعة وتوظف لها ما لديك من طاقات .
حذار من القلق أو التردد أو الخوف أو النبش المستمر في الهدف ، فإنك ستقتل فيه روح النمو حتى قبل أن يبدأ بالخروج من قشرة البذرة ، أتركه في حاله ودع القوة الداخلية فيك وقوة الكون المتحالفة معها تعمل لك الوجبة التي تريد .

تعليقات (5)

  1. ابراهيم قماش

    رائع جدا هذا الكلام الذي هنا من المؤكد ان هنالك شي كبير يجب ان يبقى انهم الناس الذين مثلك اطلقها ودعها تعود وثق بان الامر يتحقق اشكرك من اعماق قلبي انك صديقتي من الان 🙂 ابراهيم الطائف

  2. (وبشر الصابرين)
    كلام رائع ومفيد مشكورة يالغالية 🙂

  3. User Avatar

    يعطيك العافيه استاذه حصه
    كل الامور تحتاج ثقه وايمان وصبر ….

  4. سلطان

    1000 مليون شكر لك
    ممنون لجهدك واخلاصك
    شكراً لك
    مع كامل تحياتي لك
    دمتي بسعادة وتحقيق ونجاح
    ربي يوفقك

  5. ام عبود

    كلام جدا رائع

    واعتقد الذكاء الكوني هو الذي جعلني اطلع  على كتابتك

    الله يسعدك ياحصه

اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *