مدونة

أنت تملك القوة بداخلك -17- كيف نسترخي

re
The Power With In You

أنت تملك القوة بداخلك -17- كيف نسترخي

هناك تقنيات عديدة للإسترخاء عزيزي القاريء ، لكنها تلتقي جميعا في الجوهر وهو أن توصل الجسم بكافة أعضاءه إلى حالة الإسترخاء التام بحيث لا تبقى فيه أية عظلة أو عصب متوتر ، لإن الجسم إذا أسترخى أمكن للفكر أن يهدأ وللوعي أن يسترخي وبالتالي تغدو إمكانية إستيقاظ العقل الباطن وسيطرته على الكيان أكبر وعندها يمكنه أن يتلقى ويستمع ويسجل في إرشيفه الداخلي ، هذا الذي تقوله له .
البعض يشرع بالإسترخاء من الأسفل إلى الأعلى وآخرون يقومون بالإسترخاء جملة واحدة إنما الأفضل طبعا أن تمنح نفسك وقتا كافيا للإسترخاء وهو على أية حال لا يتجاوز العشر دقائق .

أما كيف ، فهو بأن تقوم بشد وإرخاء أعضاء الجسم عضوا عضوا وإبتداء من الأسفل أي من أصابع القدم اليسرى واليمنى معا ويمكن أن تربط العملية بالشهيق والزفير فحين تشهق تشد العضو الذي تريد إرخاءه ، ثم حين تزفر تقوم بإرخاء العضو وهكذا وصولا إلى الرأس والوجه .
شهيق … شدّ ، زفير … إرخاء وهلم جرا حتى تصل في بحر دقائق إلى حالة إسترخاء تام في الجسم وفي الوعي أيضا ، عندها وأنت في هذه الحالة الجميلة من الإسترخاء ، قم بقراءة إيحاءك أو الإستماع له من جهاز التسجيل .
من الجميل عزيزي القاريء أن نعود أنفسنا على أن نسترخي عدة مرات في اليوم ونستمع إلى ما سجلناه من إيحاءات ، لكن كل هذا لا يستغرق أكثر من مرتين أو ثلاثة وبواقع ربع ساعة أو ثلث ساعة في كل مرة ، طيب ماذا نفعل في هذه الثلاث وعشرون ساعة الباقية من يومنا ؟
هذا هو المهم أيها القاريء العزيز ، تلك الساعات الباقية ، كيف نملأها وبم نشغلها .
الحقيقة أن التأمل الناجح والإيحاء الصادق القوي المؤثر سيظل أثره فاعلا وشاغلا لتلك الساعات الباقية بلا شك . إنه سينعكس على نهارك وليلك كله ، إنما على أية حال علينا أن لا نفرض النتائج فرضا بل أن نكون صبورين ونترك المؤثرات تلعب دورها بيسر وشفافية .

تعامل مع الشك كصديق :
________________

على الدوام ، يواجهني هذا السؤال من قبل الكثيرين من زبائني الذين أنصحهم غالبا بإعتماد الإيحاءات ، هل أنا أسعتمل الإيحاء بشكل صحيح أم لا ؟ لماذا لا ينفع معي ؟ ودائما أجيبهم
هل تسترخون جيدا قبل الإيحاء ؟
الكثيرون يجيبون بأنهم لا يستطيعون أن يسترخوا تماما أو إنهم حتى وهم مسترخون ، تعترضهم شكوك مما يدل على أن العقل الواعي لا زال مستيقظا أو أن العقل الباطن ذاته غير
مطمئن لتلك الإيحاءات ولديه شكوك قوية بشأنها .
هنا أقول لهم ، طيب عليكم أن تتصالحوا مع الشك الذي يعترض طريقكم . لا تعتبروه عدوا بل إتخدوه صديقا واؤمنوا بأن هذا هو دوره وواجبه . ثم أشرح لهم وجهة نظري في الأمر كله :
حين كنتم أطفالا ومع إستمراركم بالنمو ، تلقيتم طوال تلك السنين ، ما لا يعد ولا يحصى من الخبرات والتجارب والأوامر والمحاذير التي شكلت هذه الشخصيات التي تملكونها الآن وتسعون لتغييرها أو تعديلها من أجل أن تحققوا ما لم تحققه لكم تلك الشخصيات .
أولاً : لا ينبغي أن نشك بما ترسب في عقولنا الباطنة من مفردات هذه الشخصية ، يجب أن نحترمه لأنه هو ما أوصلنا إلى أن نبقى أحياء لحد الآن ، وإذا كنا غير راضين عن بعض المفردات الآن فقد كانت نافعة في وقتها وأفادتنا في الإستمرار بالعيش وكسب رضا من حولنا من أهل وأقارب ومعلمين وأصدقاء .
ثانيا : يجب أن نعرف أننا حين نوحي اليوم لأنفسنا بإيحاء لا يوجد له نضير من تجربة أو خبرة مختزنة في العقل الباطن ، فمن المؤكد أن ينهض الشك متسائلا : ما هذا ؟ ماذا يقول هذا الرجل أو هذه المرآة ؟
حاولوا أن تتخيلوا في أذهانكم هيئة العقل الباطن وكأنها إرشيف مكتب ما ، في هذا الإرشيف تتكدس ملفات عديدة تجمعت عبر السنين ، أقوال ما آمنا بها ، خبرات ما أختبرناها وعرفنا كيف نكرر ممارستها ، قناعات معينة أو وجهات نظر قيلت لنا وآمنا بها أو جربناها وتوهمنا أنها صحيحة جدا وصارت جزء من أرشيفنا وممارسة يومية من ممارساتنا الحياتية .
لو أن واحدة من تلك الخبرات المختزنة هو هذا القول الذي ربما لم تكف عن ترديده منذ طفولتك والقائل : أنا لا أصلح للحب أو أنا فاشل عاطفيا أو أنا ضعيف الشخصية ولا أملك ثقة بنفسي ، ثم جئت اليوم بكل حماس وقلت : أنا واثق من نفسي ، أو أنا شجاع أو أنا قادر على أن أحب وأُحب من قبل أفضل النساء ( أو الرجال ) ، هنا سينهض الشك في الحال قائلا : ماهذا ؟ لا يوجد لدينا في العقل الباطن شيء مثل هذا ، ماذا يعني بأنه واثق من نفسه أو شجاع أو … الخ ؟
هنا عليك أن تنتبه لنفسك ولهذا الشك الذي نهض فيها وتهمس له ببساطة : يا صديقي أنا أشكرك على إنتباهيتك العالية ، ولكن هذا الذي قلته أريد منك أن تخزنه محل نقيضه الذي يقول : أنا لا أثق بنفسي أو أنا جبان .
هنا ضعه لأن هذا هو مكانه وأنا أحبه وأريده أن يكون بديلا عن ذاك .
بهذه الحالة ومع الإستمرارية بالإنتباه وتأكيد ما تريد ، تستطيع أن تستزرع الإيحاء الجديد الجميل الذي سيغير حياتك .
ليس معيبا أن نشك بهذا الذي نقوله ، فهذا نوع من الحماية الذاتية التي يقوم بها العقل الباطن لنفسه ، بأن يحرك حارسه الشخصي المسمى الشك ، ويطلب منه الدفاع برفض الأوامر الجديدة من أجل ان يحمينا مما قد يكون مؤامرة على كينونتنا الشخصية التي أستتبت بشكلها هذا الذي يعرفه العقل الباطن وتعود عليه منذ زمن طويل .

تعليقات (8)

  1. وعود

    روعة بروعتك حصة
    شكرا

  2. purple life

    جزاك الله خير

    الجزء الي كتبتية مهمم كثيرر ومفيد

  3. كلامج رائع أستاذة حصة ،، ياريت تفيدينا بمصادر اللي نهلتي منها معلوماتج وخبراتج الرائعة ،،
    تحياتي وشكري وتقديري

    1. عايشه
      هذا الجزء ترجمه لكتاب لويز هاي
      the power within you
      ترجمه الاستاذ كامل السعدون

      الكتب اللي اقراها تلقينها بقائمة الكتب 🙂

  4. امانى عبد اللطيف

    أكثر من رائع ما ذكرته … وحقيقى جدا .. عن تجربة شخصية هذا ما يحدث بالضبط وكنت أبحث عن الحل .. ووجدته :).
    شكرا لك

  5. User Avatar
    kholoud

    شكررررا استاذه حصه

  6. سلطان

    لن اوفيك قدرك اذا شكرتك لأنك تستحقي كل السعادة
    ممنون لك ربي يفرح قلبك

  7. العنود

    يس يس
    هذا اللي كنت احتاجه
    شششكراً حصة

اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *